اعادة عيار فكرنا المستمرة

ما هو اعادة العيار؟

 بدون شرح مطول وفلسفة هي ضبط الشي لكي يؤدي عمله على افضل وجه وسبب اعادة العيار يكون بعد فترة من الزمن والعمل المستمر

مثل معايرة مكينة سيارة او مصنع او غيره من الالات الميكانيكية او الالكترونية.

اعادة العيار لا تحدث من تلقاء نفسها فهي اولا تحتاج مراقب يعرف ان هناك امر حدث او يحدث غير

 طبيعي يحتاج مراجعة ومعرفة سببه ثم المعايرة.

هل يعقل ان يكون عقل الانسان بحاجة لاعادة عيار مستمرة؟ 

وهنا لا اقصد التعلم المستمر انما اقصد الفكر نفسه، فليس شرطا ان علما جديد مستمر يجعلك تتوقف

 وتراجع فكرك وتعيده لحالة المصنع او تعايره لما هو قادم في الحياة، فكم من مثقف غرقان في علمه احمق

 في حياته متمسك بفكر قديم وطرق عقيمة هو في السابق والزمن البعيد امن بها واتخذها منهجية لحياته.

اذا ماذا ابحث عنه هنا؟

العقل والفكر البشري لن يتوقف العلماء والمفكرين والمحللين في دراسته واستخراج وتوزيع

 ما وجدوه ونظرياتهم للعالم.. فقلت لنفسي لماذا لا اضيف الى بحر علمهم وبحثهم قطرة لن

 تؤخر ولا تغير مساراهم كلنا نستطيع ان يضيف فالعلم ليس ولن يكون مقتصر وحكرا على

 الالقاب الاكاديمية والعلمية والمختصين فقط.

كلنا بدا حياته بنفس الروح المرحة العفوية المبتهجة الفضولية المغامرة الغير مبالية..

وبعد فترة من الزمن ومع هندسة وصياغة الايام وتجارب الحياة نفقد القليل او الكثير من تلك الصفات 

الطبيعية الجميلة.

 ليس كلنا بالطبع..

المحظوظين لا يفرطون فيها ويحافظون ويحمونها من كل الايادي العابثة في حياتهم وتدخلات الدخلاء 

الذين يريدونهم ان يكبروا ويعيشون عمرهم الحقيقي وهنا تتكون شخصيتهم حول ومن ضمن هذه 

الصفات المحروسة عبر السنوات.

 ولهذا السبب العالم لديه الادباء العباقرة المختلفين والرسامين المجانين والمبدعين المبتكرين ومن غيروا العالم. هؤلاء الغرباء المتخلفون عن القطيع الإنطوائيون المجانين في نظر العالم ولا يعترفون بهم الا بعد فوات

 الاوان او فقدهم.

 الانسان منا غالبا يقع في مكان ما على خط الاقطاب، في احد الاقطاب

يسكن الانسان المقبول اجتماعيا الطبيعي النمطي النسخة المكررة المتعود عليها والمقبولة هنا وهناك.

 وعلى الناحية المعاكسة تماما المختلف الغريب صاحب الذوق والفكر الشاذ المنفرد وغالبا لا مكان له

 بين الناس الطبيعية.

 وبين هؤلاء تجد المنطقة الوسطية التي تجمع الاثنين معا، تفهم المجموعتين وتعيش وسطهم حيث تاخذ

 ما يناسبها من العالمين. فهنا انت بعض من هؤلاء وقليلا من الاخرين..

 لا تنتمي لفئة معينة، تسير في الحياة وانت خليط منهم… ولكن يغلب عليك التمسك بالعفوية وسيطرة الطفل الداخلي الذي تحميه

 وتحارب من اجله.

ومع انني انتمي لهذه الفئة الا ان هذه الفئة يأتيها يوم استيقاظ مؤلم للاسف يجعلها تتوقف غصبا عنها

 لتراجع اعتقاداتها وطريقتها وايامهم الحاضرة وما هو قادم.

هنا اتذكر عبارة احدهم لي قبل نحو خمسة عشر عاما :

 الحياة مراحل

 رغم قناعتي التامة بالكلمتين الا ان طفلي الداخلي يحاول ان يقنعني بعكس ذلك، احب اذكر هنا ا

ن هذه هي نقطة الاختلاف الوحيدة مع طفلي الداخلي الله يحفظه من عيون الحساد الكائدين والمخربين الملاعين.

 عند استيقاظ من يعيش هنا وهناك يدرك انه لا بد من حل سريع وفعال ولن يتوقف الزمن من اجل اعادة عيار

 فكرهم، يجب عليهم العمل اثناء ممارسة حياتهم اليومية.

 لماذا؟

 لان هنا يلتقي البحران، بحر الصغير، البرئ، المجنون و اللامبالي

 وبحر الناضج، المسؤل، العاقل الكبير.

 

 لأن ما اوصلك في مشوار حياتك لهنا لن ياخذك لوجهتك القادمة، خذ علم!

 الفكر القديم الاولي له حدود وقيود والفكر الحديث له طلبات مختلفة لتكوين منطقة راحة جديدة تسكنها

 بعد عمل شاق مختلف.

 يكون الفكر هنا محدث، يعتمد عليه، ناضج. وعندما تعترف بهذا الامر انت جاهز للقيام با اعادة العيار

 المناسبة لزمنك الحالي. وهنا الامور يشتعل فتيلها وتنطلق بتخبط ورفض بسيط ثم تتعود وتسلك الطريق

 السريع نحو اهدافك.

 دليل على انك عالق في المنطقة المحايدة:

 عندما تكون في عملك وتستغرب انهم يعتمدون عليك ويصرفون لك راتبا شهريا وعلاوات سنوية لانك مبدع في

 عملك او ينادوك بالقاباجتماعية مرموقة مثل يا استاذ، يا دكتور او يا مهندس.. وتتوقف وتسال نفسك

” هل يقصدونني انا؟“

 لا تؤجل اعادة عيار فكرك وعقليتك واهتم بها اهتمام يليق بعقلك وبعد ان تنجز وتحقق اهدافك الجديدة وتقف

 على تلة انجازاتك

 تستطيع ان تعود لطفلك الداخلي وتلطف الجو معه على كوب من البيبسي البارد او الشاي بالحليب

 وتكثر السكر عشانه.

بالتوفيق.