الموت البطيئ للدورات

Aug 23, 2024

 

 

تغير اسلوب حياة المتعلمين

 

من الصعب ننكر ان اسلوب حياتنا تغير وبطريقة سريعة وهذا التغير لا يتوقف ليعطينا فرصة نستوعب ماذا يحدث

 

اما ان تنهض وتركض مع العالم او تترك وحدك على شاطئ الزمن الجميل مع من تحب وتشاهد باقي العالم يبحر ويختفي في الافق

 

كل شي يتغير من ابسط الامور مثل حديثنا وتواصلنا مع بعض لطريقة تسوقنا وتنقلاتنا ، فما بالك طريقة تعلمنا المستمرة

 

كنا نعتقد ان الطريقة الوحيدة زمان للتعلم المستمر هي الكتب والدورات الحضورية فظهرت الدورات المسجلة والبودكاست والساحات الاجتماعية المختلفة

 

 

 التعليم عبر الإنترنت والمرونة في التعلم

 

اليوم نتعلم وقت ما اردنا في المكان الذي نريده ، لا نتقيد بمواعيد الغير والمرونة هي عنوان كل شي نقوم به

 

واستمرينا سنوات طويلة على هذا النهج الممتع المناسب لاسلوب حياتنا حتى تحرك العالم بعد ازمة كورونا اسرع من اي وقت مضى كاننا في سباق مع عالم اخر في الانجاز والتسهيل والتحرك

 

وهنا اقصد اننا تحولنا من عالم سريع مثير ممتع لعالم الكل يريد ان يسرق اغلى ما لديك: الوقت

 

 واصبح اليوم هناك اقتصاد جديد يسمى باقتصاد الانتباه  يحاول كل العالم الذي نعيش فيه وكل من يعمل داخله ان يلفت انتباهك، لأن انتباهك وسط الاف الاعلانات ووسائل الترفيه والتسلية والتطبيقات عملة صعبة ومربحة

 

وداخل الاسواق كل من التجار والمسوقين الافراد اصحاب الاعمال والمحتوى المختلف

 

كل هذا يحدث وفترة انتباه البشر تقل لدرجة انها تنافس فترة انتباه الاسماك 

 

اهمية التفاعل

 

لو حاولنا ان نركز على كتاب مثلا داهمتنا التنبيهات المفعلة والمغلقة ولفت انتباهنا تعليق هنا او هناك، مقطع مرسل من صديق مزعج، طفش، اتصال، موعد نشر مقطع لمشهور نتابعه، بودكاست جديد ملفت في موضوع يهمني، غيرها من الامور فيضيع التركيز الذي اردناه في المقهى الهادي الذي نعشقه واجوائه

 

نرجع لموضوع التعليم والدورات، اصبحنا نمل من المقدمات الطويلة والشرح المكرر الممل

 

نريد سرعة في توصيل المعلومة، تسهيل امور معقدة بلغة نفهما ونهضمها في اللحظة، نريد تفاعل مع مقدم المادة او المحتوى

 

نريد ان نكون جزء من التجربة التعليمية، نريد ان يكون لنا صوت، نريد ان نتشارك الافكار والتساؤلات التي تدور في بالنا

 

نريد ان نلتقي بناس تشبهنا، نريد ان نكون على علم وتحديث ولكن بطريقتنا الحديثة التي تناسب حياتنا العصرية السريعة

 

نريد انسان يعيش معنا في اللحظة ولا نريد انسان يصمم ان نعيش في عالمه القديم وطرقه العقيمة

 

لا نريد ان نخسر اموالنا ووقتنا

 

حتى وان بدا للجميع اننا نضيع وقتنا على الساحات والتطبيقات المختلفة نحن نقوم بذلك على كيفنا بطريقتنا ومزاجنا الخاص الذي يعجبنا ولا نريد ان يفرض علينا احد اسلوبه

 

لا نريد ان ندفع قيمة دورات نشتريها وقت حماسنا ولا نكمل سوى ربع المادة ثم ننساها وننشغل بامور اخرى لفتت انتباهنا ( القصير جدا) نريد ان لا نخسر اكثر ونرى خسارتنا في محفظة دوراتنا التي تجمع غبار الزمن

 

نريد ان ندفع ما هو مناسب لما نريده وقت ما نريده ويكون جزء وليس كل المبلغ، نريد ان نستهلك المادة او الموضوع على دفعات مريحة تنتهي هذه عندما نكتشف اننا غير مهتمين او انشغلنا ولم نكمل المادة

 

نريد ان نتعامل مع موادنا التعليمية مثل ما نتعامل مع القنوات التي ندفع لها اشتراك شهري، مثلها مثل النادي، التطبيقات والسيارات المستاجرة

 

العالم يتجه لهذا الاتجاه المفيد للطرفين ونحن جزء من العالم

 

الفائدة لجميع الاطراف

 

ان نظرنا للطرف الاخر من المعادلة وهو مقدم المحتوى او المادة التعليمية هو ايضا لا يريد ان يبيع دورات ومواد تعليمية لاناس لا يكملونها ويشتكون من عدم جدوى ما يقدمه

 

لا يريد ان بتعب على محتوى لا يجد له سوق او متلقي يستفيد

 

لا يريد ان يكرر ويقدم محتوى رخيص غير مفيد من اجل حفنة من الريالات

 

يريد ان يستفيد ويفيد بطريقة تناسب الطرفين

 

هذه الطريقة هي نظام الاشتراكات الشهري او السنوي يستخدمها المستفيد وقت ما يريد ويحتاج ويتركها دون خسائر عندما لا يحتاجها او ينشغل عنها

 

ومثل نظام التعليم القديم

 

سوف يعترض ويحارب ويصمم على رائيه سوق الدورات المسجلة والواقعية حتى يدركون ان العالم قد تحرك منذ سنوات طويلة وتركهم يتناقشون داخل غرف الاجتماعات الفارغة

  

خذ فكرة الان

 

الزمن تغير والذكي راح يتغير ويتحول لنظام الاشتراكات

 

اشترك في القائمة البريدية

We hate SPAM. We will never sell your information, for any reason.